البنت أوكوما وأسماك السالمون
في إحدى القرى الجبلية البعيدة كانت تعيش فتاة جميلة تدعى أوكوما؛ وكان يحلو لها أن تقضي أوقاتاً جالسة بالقرب من النهر، لا تفعل شيئاً غير مراقبة سريان مياهه الصافية. وذات يوم.انقضَّ نسر عملاق، فاختطف أوكوما وحلَّق مبتعداً بها. حزن والدا الفتاة وبلغ بهما الألم مبلغه؛ وكانا يقضيان الأيام والليالي في بكاء مستمر. ولم يظهر للفتاة أي أثر. فاستسلما لليأس، واستقر لديهما أنهما قد فقدا ابنتهما.
وذات ليلة، سمعا صوت خرير مياه في مطبخ البيت، وكان في مواجهة النهر، ووجدا ابنتهما المحبوبة واقفة هناك، صامتة لا تريم. أقام الأبوان الاحتفالات بهذه المناسبة المفرحة، ولكن الفتاة أبت إلا أن تتكتم عن مكان اختفائها، وكيفية إيابها للبيت، واكتفت بالقول: "لقد كان الأمر أشبه بالحلم، لا أكثر."
ومرَّت أيام قليلة، ثم حلَّ بالمنزل زائر يطلب من والدي أوكوما الموافقة على زواجه منها؛ دون أن يوضح لهما من هو، أو ماذا يكون، ومن أين جاء. وتكررت زيارته للمنزل لأيام متتالية، حتى ضجر الوالد منه، فلم تجد أوكوما بداً من أن تفضي بكل الحكاية؛ قالت: "أسقطني النسر فوق بحيرة عميقة في منطقة الجبال، فانشقت المياه عن سمكة سالمون تعطي لنفسها اسم (دايسوكي)، أنقذتني من الغرق. والأكثر من هذا، أن دايسوكي هي التي أعادتني إلى البيت في تلك الليلة، حيث وجدتموني في المطبخ.. وليس الشاب الذي تتكرر زيارته لنا إلا سمكة السالمون دايسوكي؛ ومقدَّر عليَّ أن أكون زوجة له، فينبغي عليَّ أن أمضي إليه."
ومنذ ذلك الحين، ينعم سكان القرية بصيد وفير من أسماك السالمون، في كل موسم صيد؛ أما عائلة أوكوما وخلفاؤهم، فقد حرَّموا على أنفسهم أكل السالمون، منذ ذلك الوقت.
تحياتي